وما كان لعثمان أن يفتح بابًا تحمس من أول الأمر لإغلاقه، وهو الذي لا يخشى في الله لومة لائم. وإذا كان عثمان -رضي الله عنه- أجاز القراءة بالحروف التي تخالف مصحفه فلماذا -إذن- يخفي بعض الصحابة مصاحفهم.
إن التناقض في هذا الرأي واضح والحق أحق أن يتبع.
يقول مكي بعد أن نقل قراءة ابن الزبير في سورة الفاتحة "صراط من أنعمت عليهم": وإنما قرئ بهذه الحروف التي تخالف المصحف قبل جمع عثمان -رضي الله عنه- الناس على المصحف. فبقي ذلك محفوظًا في النقل غير معمول به عند الأكثر لمخالفته للخط المجمع عليه"١ معنى هذا أن المصاحف العثمانية كانت الفصل بين الشاذ وغيره من القراءات.