قال أبو بكر بن عياش، وهو من رواة عاصم: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبعي يقول: ما رأيت أحدًا أقرأ للقرآن من عاصم.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة، فقال: رجل، صالح، خير ثقة، فسألته: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم، وحديثه مخرج في الكتب الستة.
قال حفص: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود.
توفي بالكوفة، وقيل بطريق الشام سنة سبع، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وعشرين ومائة في أيام مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية١.
راوياه:
روى قراءته كثيرون، اشتهر منهم اثنان: حفص وشعبة.
حفص:
هو أبو عمرو حفص بن أبي داود سليمان بن المغيرة، الأسدي الكوفي، وكان يلقب بحفيض، وهو أعلم أصحاب عاصم بقراءته، فقد كان ربيبه، ابن زوجته قرأ عليه مرارًا، وكان الأولون يعدونه في الحفظ
١ راجع في ترجمته: غاية النهاية ج١، والإقناع ج١ ص١١٥، ومعرفة القراء الكبار ١/٧٣، والنشر ١/ ١٥٥ والأعلام ٤/ ١٢.