للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان عالمًا بوجوه القراءات، متبعًا لآثار الأئمة، زاهدًا، جوادًا، صافي في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ستين سنة.

تلقى القراءة على سبعين من التابعين عرضًا منهم: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، والزهري، وشبيه بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب الهذلي.

وروى القراءة عنه عرضًا وسماعًا: الإمام مالك، وقالون من أهل المدينة، والأصمعي، وأبو عمرو بن العلاء من أهل البصرة، وورش، والليث بن سعد من أهل مصر، وأبو مسهر الدمشقي، وخويلد بن معدان من أهل الشام، وكثير غيرهم من مختلف الأمصار.

أقرأ الناس سبعين سنة ونيفًا، وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة، وتمسك أهلها بقراءته، وكان الإمام مالك يقول: قراءة أهل المدينة سنة، قيل له: قراءة نافع؟ قال: نعم، وكانت قراءتهم أحب القراءات إلى الإمام أحمد بن حنبل.

توفي بالمدينة سنة ١٦٩هـ في خلافة الهادي، وقيل: سنة ١٥٩هـ في خلافة المهدي، وقيل: غير ذلك١.

راوياه:

وأشهر رواته اثنان: ورش وقالون.

ورش:

هو عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان بن سابق المصري، مولى


١ الإقناع ج١ ص٥٥- ٥٦ ومعرفة القراء الكبار للذهبي ١/ ٩٠- ٩٢، النشر لابن الجزري ١/ ١١٢ والأعلام ٨/ ٣١٧، ٣١٨.

<<  <   >  >>