للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال البوشنجي: قال الربيع: فقال السائل: آمنت بمن فوهك هذا العلم؛ فأنشأ الشافعي١:

إذا المشكلات تصدين لي ... كشفت حقائقها بالنظر

وإن ترقت في محل السحاب ... عميا لا تحتلها الفكر

مقنعة [بغيوب] ٢ الغيوم ... وضعت عليها جسام البصر

لساني كشقشقة الأرحبي ... أو كالحسام اليماني الذكر

ولست بإمعة في الرجال ... أسائل هذا وذا ما الخبر

ولكنني بذي الأصغرين ... أقيس بما قد مضى ما عبر

وسباق قومي إلى المكرمات ... وجلاب خير ودفاع شر

قلت: وصورة المسألة كما ترى -فيمن قال إن كان في كمي دراهم أكثر من ثلاثة.

أما لو لم يقل: دراهم بل اقتصر على قوله إن كان في كمي أكثر من ثلاثة المسألة التي أشار إليها الأصحاب بقولهم فيمن قالت له زوجته: إنه يملك أكثر من مائة.

فقال: إن كنت أملك أكثر من مائة فأنت طالق؛ فكان يملك خمسين أنه إن كان مراده لا يملك زيادة عن المائة لا تطلق وإن إراد أنه يملك مائة بلا زيادة طلقت، وإن أطلق فالأصح لا تطلق.

وقالوا في باب الإقرار: لو قال لزيد علي أكثر من مال فلان يقبل تفسيره بأقل متمول وإن كثر مال فلان؛ لأنه يحتمل أنه أكثر لكونه حلال وهذا حرام أو نحوه، وسواء علم مال فلان أو لم يعلم.

وهذا المأخذ الذي انتزعه الشافعي رضي الله عنه أخذه ابن سريج وغلط محمد ابن الحسن في قوله فيمن أوصى بمثل نصيب أحد ابنية الحائزين إلا ثلث جميع المال: أن الوصية باطلة لأنها الخارج علن الثلث.


١ في "ب" رضي الله عنه يقول.
٢ في "ب" بعيون.