البدريين، وأما ابن سعد: فذكره في الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق، وما بعدها وكانت وفاته سنة ثلاث وأربعين من الهجرة.
فها نحن نرى: أنه كان من أعلم اليهود؛ بشهادتهم، وأنه كان من علماء الصحابة بعد إسلامه، وبحسبه فضلا: شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة، وشهادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له كما سمعت، فهل يجوز في العقل أن يشهد النبي بالجنة لرجل يصدر منه الكذب، وفي أي شيء؟ في الحديث!! ثم هو صحابي، والصحابة كلهم عدول، فمن المستبعد جدًّا أن يكذب في الرواية، ولم أر أحدا من علماء الجرح والتعديل، وأئمة العلم والدين تناوله، أو ذكر فيه ما يخدش عدالته إلا ما كان من الكتاب المتأخرين الذين تأثروا بكلام المستشرقين، وأتباعهم، ونوايا المستشرقين ولا سيما اليهود منهم، نحو الإسلام، والنبي، والصحابة موسومة بالخبث، والعداوة، وسوء الظنة، ولا أدرى كيف نعدل عن كلام الأئمة الأثبات، ونأخذ بكلام المستشرقين؟!!
وأحب أن أقرر هنا: أن حفاظ الحديث، ونقاده البصيرين به قد تعرضوا لكل المرويات عن عبد الله بن سلام وغيره، وبينوا الصحيح من الضعيف، والمقبول من المردود.
ونحن لا ننفي أن عبد الله بن سلام، روى بعض ما علمه من معارف أهل الكتاب وثقافتهم، ورويت عنه، ولكن الذي ننفيه، أن يكون ألصق هذه المرويات بالنبي صلى الله عليه وسلم ونسبها إليه زورا، وأنه كان وضاعا كذابا، ومن يرى خلاف هذا فنحن نطالبه بالحجة، والبرهان، وكانت وفاته سنة ثلاث وأربعين للهجرة.
٢- كعب الأحبار:
هو: كعب بن ماتع١، بن عمرو بن قيس من آل ذي رعين، وقيل: ذي الكلاع الحميري، وقيل: غير ذلك في اسم جده ونسبه، يكني أبا إسحاق، كان في حياة