وكذلك: اشتملت بعض كتب التفسير على أحاديث موضوعة في فضائل السور والآيات القرآنية، وكذلك: فيما يتعلق بأسباب النزول وفيما يتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم كقصة الغرانيق وتزوجه ببعض أزواجه، وهي: السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها.
ومن هذه الموضوعات: ما هو خفي دقيق لا يدركه إلا الحفاظ المتقنون العارفون بقواعد الجرح، والتعديل، وتواريخ الرجال، وهذا النوع راجَ على بعض الكتاب وأهل العلم، وتداولوه في كتبهم، وأحاديثهم، وخطبهم، ووعظهم وتذكيرهم للناس.
ومنها: ما يدركه من ليس له قدم ثابتة في حفظ الحديث، ونقده والعلم برجاله وأحوال رواته لمصادمته للمعقول، ولما أجمع عليه العلماء من عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن مثله فقد ردوا بعض هذه المكذوبات من جهة العقل والنظر، ولم يتوسعوا في نقده من جهة النقل، والرواية، فكان على أن أستدرك ما فاتهم، وأن أتوسع في نقده من جهة السند والمتن، أو بعبارة أخرى: من جهة النقد الداخلي، والنقد الخارجي، وبذلك لا تبقى هناك أية شبهة في التمسك بهذه المرويات الواهيات الساقطات عن درجة الاعتبار.
ومن هذه المرويات المختلقة ما أجمع العلماء على الحكم بوضعه، واختلاقه، ولكن الوقوف على كلامهم وكتبهم ليس متيسرا، ولا سهلا على كل قارئ لهذه.