وقد يوجد كثير من أسباب النزول في كتب المغازي، فما كان منها من رواية معتمر بن سليمان عن أبيه، أو من رواية إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، فهو أصلح مما فيه من كتاب محمد بن إسحاق، وما كان من رواية محمد بن إسحاق أمثل مما فيه من رواية الواقدي١.
وقال الإمام السيوطي في الإتقان بعد ما ذكر كلام الخليلي في "الإرشاد" الذى ذكرته آنفا: وتفسير السدي -يعني: السدي الكبير- يورد منه ابن جرير كثيرا من طريق السدي عن أبي مالك: عن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وناس من الصحابة هكذا، ولم يورد منه ابن أبي حاتم شيئا؛ لأنه التزم أن يخرج أصح ما ورد، والحاكم يخرج منه في مستدركه أشياء ويصححه، لكن من طريق مرة، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وناس فقط دون الطريق الأول، وقد قال ابن كثير: إن هذا الإسناد يروي به السدي أشياء فيها غرابة.