للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- أنوار التنزيل، وأسرار التأويل:

ومؤلفه هو: الشيخ الإمام، قاضي القضاة، ناصر الدين أبو الخير عبد الله بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي، الشافعي، أصله من "شيراز" في جنوب إيران، وبها كانت نشأته العلمية الأولى، وبها تخرج في الفقه والأصول، والمنطق، والكمة، والكلام والأدب، وبرع في الأصوليين، وضم علوم العربية والأدب إلى علوم الشريعة والحكمة، ولى قضاء شيراز مدة، وكانت وفاته بتبريز سنة خمس وثمانين وستمائة١ وقيل: سنة إحدى وتسعين وستمائة٢، ومن مؤلفاته القيمة: كتاب المنهاج وشرحه في أصول الفقه، وكتاب "الطوالع" في أصول الدين، وأنوار التنزيل، وأسرار التأويل، وهو ما نحن بصدده وغيرها.

تفسيره وقيمته العلمية:

وتفسيره جامع بين التفسير والتأويل على مقتضى القواعد اللغوية والشرعية، وهو متأثِّر في طريقته في بيان الألفاظ، والتراكيب، ونكت البلاغة- بتفسير الكشاف للزمخشري، ولكنه قرر فيه الأدلة على أصول أهل السنة، وهو في هذا متأثر بالإمام فخر الدين الرازي.

وقد صاغ الإمام البيضاوي تفسيره صياغة محكمة دقيقة، فهو لا يضع الكلمة إلا بميزان، ونحا فيه منحى الإيجاز والتركيز، فمن ثم: وضعت عليه التعاليق، والحواشي؛ لشرح دقائقه، وحل رموزه وأَجَلُّ حواشيه حاشية الشهاب الخفاجي٣، وهي ديوان علم وأدب، وفيها غاية التحقيقات، والتدقيقات فيها عرضت له من مسائل وقضايا علمية.

وقد كان تفسير البيضاوي وحواشيه -ولا يزال- مشغلة الدارسين في الجامعات الإسلامية أحقابا من الزمان، وحبب الناس فيه: خلوه من النزعات الاعتزالية التي نفرت الكثيرين من تفسير الكشاف، الذي هو كأصله.


١ البداية والنهاية ج ٣ ص ٣٠٧.
٢ التفسير والمفسرون ج ١ ص ٢٩٧.
٣ وهناك غيرها: حاشية زادة، وحاشية النووي.

<<  <   >  >>