اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين؛ أما الخلفاء الأربعة فإن أكثر من روى عنه منهم في التفسير علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لتخليه عن مهام الخلافة طيلة مدة الخلفاء الثلاثة، ولتأخر وفاته عنهم.
وأما الخلفاء الثلاثة الأول فالرواية عنهم في التفسير قليلة جدا١؛ وذلك بسبب تقدم وفاتهم ولانشغالهم بمهام الخلافة فالصديق: كان شاغله الأكبر القضاء على الفتنة، فلما قضى عليها شرع في نشر الإسلام في الشام والعراق، فلم يكن عنده متسع للرواية، وأما الفاروق عمر رضي الله عنه فكان شاغله الأكبر الفتوحات الإسلامية، واستكمال بناء الدولة، وإن كانت الرواية عنه أكثر من الرواية عن سلفه العظيم.
وذو النورين: عثمان رضي الله تعالى عنه شعل بإتمام الفتوحات، وبالفتنة الكبرى في عهده التي انتهت بقتله، وإن كانت الرواية عنه أكثر من الرواية عن الشيخين، فقد
١ قال السيوطي: لا أحفظ عن أبي بكر رضي الله عنه في التفسير إلا آثارا قليلة جدًّا.