للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر عوضا عنها أحكام القرآن بتوسع، حتى حافَ بها على التفسير، واستنباط الأدلة وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ.

ومن محاسن هذا التفسير: أنه يخرج الأحاديث، ويعزوها إلى من رووها من الأئمة غالبا، كما أنه صان كتابه عن الإكثار من ذكر الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة، كما أنه إذا ذكر بعض الإسرائيليات والموضوعات مما يخل بعصمة الملائكة، أو الأنبياء، أو يخل بالاعتقاد؛ فإنه يكر عليها بالإبطال، أو يبين أنها ضعيفة، وذلك كما فعل في قصة هاروت وماروت، وقصة داود، وسليمان وقصة الغرانيق، وقصة زواج النبي بالسيدة زينب بنت جحش، وربما ينبه أيضا على بعض الموضوعات في أسباب النزول، وذلك: مثل ما رواه القصاص، وأمثالهم، في سبب نزول قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} الآيات١.

غير أنه قد وجد فيه بعض الإسرائيليات والموضوعات على قلة مثل ما ذكره عند تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض} ٢ وعند تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّه} ، فقد ذكر في البرهان أمورا إسرائيلية، ولا تصح، وعند تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاد} ٣ إلى غير ذلك مما سأعرض لبيانه، وتزييفه، فيما يأتي إن شاء الله تعالى.


١ الإنسان: ٨-١٢.
٢ الكهف: ٩٤.
٣ الفجر: ٦-٨.

<<  <   >  >>