للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان إمامًا بارعًا في الفقه، والأصول، عالمًا بالتفسير والحديث، وإن لم يكن من حفاظه وأئمته، وله من المؤلفات كنز الدقائق في الفقه، والمنار في أصول الفقه والعمدة في أصول الدين، ومدارك التنزيل، وحقائق التأويل، وهو ما نحن بصدده، وغيرها.

قيمة تفسيره العلمية:

هو من كتب التفاسير الوسيطة، لا هو بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، وهو يعتبر بحق مختصرًا لتفسير الكشاف غير أنه صانه من الآراء الاعتزالية التي بثها الزمخشري في تفسيره، وحذف منه طريقة السؤال والجواب، في الإفصاح عن وجوه البلاغة، وأسرار الإعجاز، وبيان المعاني، وهي الطريقة التي عرف بها الزمخشري، وهو من التفاسير التي تعنى بالتنبيه إلى القراءات السبع المتواترة، ونسبة كل قراءة إلى قارئها.

وقد جاء الكتاب كأصله مقلًّا من ذكر الإسرائيليات، وقد يذكر بعضها وينبه على عدم صحته، وذلك كما صنع في قصة داود وسليمان والغرانيق، وقد يذكر بعض الخرافات والموضوعات، من قصص وأحاديث ولا يفطن إليها، وذلك: كما ذكر في تفسير قوله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيه} ، فقد ذكر الرأي الباطل، وهو: إخفاء حبها في قلبه، وتفسير قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} ، فقد ذكر: أنها نزلت في على، وفاطمة، والحسن والحسين، مع أن السورة كلها مكية، وتفسير: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد} : فقد ذكر هنا: أن المراد بها مدينة وذكر في وصفها عجائب وغرائب، وهي من خرافات بني إسرائيل وكذلك ذكر في كتابه الحديث الموضوع في فضائل القرآن سورة سورة، فلتكن على حذر من كل هذا.

<<  <   >  >>