للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"فضائل القرآن"، وهو يعلم أنه حديث محال مصنوع بلا شك١.

طريقة الثعلبي في ذكر هذا الحديث والواحدي:

وقد رجعت إلى تفسير الثعلبي٢ فوجدته يبرز السند كاملا تارة، وتارة يقول: عن أبي بن كعب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك: ما ذكره في صدر سورة هود؛ قال: وعن أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة هود أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق نوحًا، وهودًا، وصالحًا، ولوطًا، وموسى".

وفي صدر سورة يوسف قال: وعن أبي بن كعب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا سورة يوسف؛ فإنه ما من مسلم تلاها وعلَّم أهله إلا هون الله عليه سكرات الموت، وأعطاه القوة أن لا يحسد أحدا".

وكذلك الواحدي: يذكر الفضائل في أول السورة؛ ليكون أدعى إلى عناية القارئ وتنشيطه.

طريقة الزمخشري ومتابعيه:

أما الزمخشري ومتابعوه: فإنهم يذكرون الفضائل في آخر السورة وقد سئل والزمخشري عن هذا، فأجاب بأن الفضائل صفات، وهي تستدعي الموصوف، يعني والموصوف مقدم على صفته، كما أنهم لا يذكرون شيئا من السند حتى الصحابي، وسأضرب أمثلة لما ذكر الزمخشري وغيره، من هذا الحديث الطويل عقب كل سورة حتى يكون القارئ على حذر منها ومن أمثالها، وقد لاحظ واضع هذا الحديث، أن يذكر فيه ما يكون ملائما لما في السورة.

فمن ذلك: ما ذكروه في آخر سورة آل عمران: حيث قال: " ... وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم" وعنه عليه الصلاة والسلام: "من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى الله عليه وسلم وملائكته، حتى تحجب الشمس".


.
١ اللآلئ المصنوعة ج ١ ص ١١٨.
٢ هو مخطوط ناقص في المكتبة الأزهرية.

<<  <   >  >>