للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام البلقيني: استخرجت من "الكشاف" اعتزالا بالمناقيش، من قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} ، قال الزمخشري: "وأي فوز أعظم من دخول الجنة"؟ أشار به إلى عدم رؤية الله في الآخرة، الذي هو مذهبهم١.

ومنها: تفاسير باطلة، ضالة مضلة، كتفاسير الباطنية٢، والروافض، وبعض المتصوفة، والملحدين٣ فقد ألحدوا في آيات الله، وحرفوا الكلم عن مواضعه، وخالفوا القواعد اللغوية والشرعية وافتروا على الله ما لم يرده من كتاب: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّه} .

ومن تفسيرات الباطنية: قولهم في قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ} أن الإمام عليا ورث النبي في علمه، ويقولون: الكعبة هي: النبي، والباب هو: علي، إلى غير ذلك من أباطيلهم.

ومن تفسيرات الباطنية: قولهم في قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَان} : أن المراد بهما علي، وفاطمة، وقوله: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان} : أن المراد: الحسن والحسين، وقولهم في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةَ} هي: عائشة، إلى غير ذلك: من تحريفاتهم للنصوص القرآنية٤. ومن تفسيرات الملحدة: قولهم في قوله تعالى حكاية عن قول الخليل إبراهيم عليه السلام: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} : أنه كان له صديق وصفه بأنه قلبه، وفي قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِه} : إنه الحب، والعشق، إلى غير ذلك من تخريفاتهم وتحريفاتهم للقرآن الكريم.


١ الباطنية: فرقة من الفرق الضالة، قالوا: للقرآن ظاهر وباطن، والمراد منه باطنه دون ظاهره، ونسبة الباطن إلى الظاهر كنسبة اللب إلى القشر.
٢ فرقة مغالية من الشيعة رفضوا إمامة الشيخين أبي بكر وعمر وكفروهما.
٣ قوم مالوا عن الحق إلى الباطل ويطعنون في دين الإسلام بنشر الآراء الضالة، والأفكار الزائفة، وهم أضر الطوائف؛ لأنهم يتسترون بالإسلام فيخدع الناس بآرائهم ومنهم: الباطنية وأمثالهم من منحرفي المتصوفة.
٤ مقدمة في أصول التفسير ص ٣٨.

<<  <   >  >>