للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: النفاق، وأنواعه]

[المبحث الأول: معنى النفاق]

معنى النفاق لغة:

النفاق في اللغة: من "النفق"، وهي تدل على الإخفاء وعدم الإظهار. ومنه سمي السرب في الأرض الذي له مخلص إلى مكان نفقا. وقيل لأحد جحري اليربوع: النافقاء والنفقة؛ لأنه يكتمه ويظهر غيره؛ فإذا أتي من جهة القاصعاء، ضرب النافقاء برأسه، فانتفق. يقال: نافق اليربوع، إذا أخذ في نافقائه١.

معنى النفاق في الشرع:

النفاق شرعا: هو أن يظهر المرء ما يوافق الحق، ويبطن ما يخالفه؛ فمن أظهر أمام الناس ما يدل على الحق، وكان حقيقة أمره أنه على باطل من الاعتقاد، أو الفعل، فهو المنافق، واعتقاده، أو فعله هو النفاق٢.

الصلة بين المعنيين:

يلاحظ أن المنافق قد ستر اعتقاده، أو عمله، وأخفاه، وأضمره، فمثله كثل الضب؛ يدخل من جحر ظاهر، ثم إذا شعر بالخطر خرج من باب آخر تتعذر رؤيته. وكذلك يفعل المنافق: يدخل في الإسلام من باب ظاهر؛ فينطق الشهادتين، ويصلي مع الناس، مع أنه يكتم خلاف الإسلام، ويتربص بالمسلمين الدوائر، وينتظر ظهور الكفر، حتى يتخلى عما أظهره، كما قال الله عن المنافقين: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١٤١] .

نوعا النفاق: النفاق نوعان: نفاق أكبر "اعتقادي"، ونفاق أصغر "عملي".


١ انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص٦٤٨-٦٤٩. ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس ٥/ ٤٥٤-٤٥٥.
والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص١١٩٥-١١٩٦. ولسان العرب لابن منظور ١٠/ ٣٥٨-٣٥٩.
والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص٩٤٢.
٢ انظر: المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للبريكان ص١٩٢. والمعجم الوسيط ص٩٤٢.

<<  <   >  >>