للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: النفاق الأكبر الاعتقادي

أولا: تعريف النفاق الأكبر

هو أن يظهر الرجل للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله، مكذب به١؛ فهو قد أظهر الانقياد والتصديق ظاهرا؛ لكنه أبى ذلك باطنا٢.

ثانيا: حكم النفاق الأكبر

النفاق الأكبر نفاق اعتقادي محله القلب، وصاحبه كافر، خالد مخلد في النار، بل في الدرك الأسفل منها إن لم يتب٣، كما قال عز وجل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا} [النساء: ١٤٥] .

وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدا؛ لأنهم منسوبون إليه، وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه في الحقيقة٤.

ثالثا: صفات المنافقين نفاقا أكبر

قد كشف الله في كتابه أسرار المنافقين، وهتك أستارهم، في آيات كثيرة، نزلت تخبر عن أوصافهم، وأهدافهم، ووسائلهم الدنيئة لهدم الدين، أو إضعاف المسلمين.

والنفاق الأكبر "الاعتقادي" قد جمع أهله خصالا كثيرة، وصفات عديدة، سأقتصر على ذكر بعضها، كي لا يقع شيء منها في قلب المؤمن، فيخسر الدنيا والآخرة. فمنها:

١- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم باطنا لا ظاهرا. ودليل هذه الصفة قول الله عز وجل: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: ١] ؛ أي كاذبون فيما أظهروا من شهادتهم، وحلفهم بألسنتهم. فمن قال شيئا، واعتقد خلافه، فهو كاذب٥.


١ انظر: مدارج السالكين لابن القيم ١/ ٣٧٩-٣٧٧. والقاموس المحيط للفيروزآبادي ١١٩٦.
٢ انظر أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص١٤٩.
٣ انظر مدارج السالكين لابن القيم ١/ ٣٧٦.
٤ انظر المرجع نفسه ١/ ٣٧٧.
٤ انظر المرجع نفسه ١/ ٣٧٧.
٥ انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٨/ ٨٠.

<<  <   >  >>