للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول: أنواع التوحيد]

[تمهيد]

اعلم أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أنواع١.

وهذه القسمة استقرائية، قد دلت عليها النصوص.

يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: "دل استقراء القرآن العظيم على أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: توحيده في ربوبيته، وهذا النوع جبلت عليه فطر العقلاء. الثاني: توحيده جل وعلا في عبادته، وضابط هذا النوع من التوحيد هو:

تحقيق معنى لا إله إلا الله، وهي متركبة من نفي وإثبات. الثالث: توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته"٢.

فأنواع التوحيد إذًا ثلاثة.

وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في آية واحدة من كتاب الله عز وجل؛ في قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: ٦٦] .

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله موضحا ذلك: "فقوله: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} هذا توحيد الربوبية. وقوله: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} هذا توحيد الألوهية.

وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} هذا توحيد الأسماء والصفات؛ أي: لا تعلم له سميا؛ أي: مساميا يضاهيه ويماثله عز وجل"٣.

وبعد ما عرفنا أنواع التوحيد، نتكلم عن كل نوع منها بإيجاز.


١ انظر الدين الخالص لصديق حسن خان ١/ ٥٦.
٢ أضواء البيان للشنقيطي ٣/ ٤١٠-٤١١.
٣ الجواب المفيد في بيان أقسام التوحيد لابن عثيمين ص٩.

<<  <   >  >>