للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة" ١.

٣- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه: "اذهب بنعلي هاتين، فمن رأيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه، فبشره بالجنة" ٢.

الوقف الثالثة: مع الشرط الثالث: القبول المنافي للرد:

المراد بهذا الشرط:

يراد من هذا الشرط: قبول ما اقتضته هذه الكلمة بالقلب واللسان، وتجنب ردها؛ لأن من الناس من يعلم معنى "لا إله إلا الله"، ويوقن بمدلولها؛ ولكنه يردها كبرا وحسدا؛ فالمشركون كانوا يعرفون معنى "لا إله إلا الله"، ولكنهم كانوا يستكبرون عن قبوله، كما حكى عز وجل ذلك عنهم بقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: ٣٥] ، وقوله: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: من الآية٣٣] ٣.

من الأدلة على هذا الشرط:

١- قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: ٥١] .

٢- قول الله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٣٦] .

٣- قول رسول الله

صلى الله عليه وسلم: "إن مثل ما بعثني الله به عز وجل من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا؛ فكانت منها طئافة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا منها وسقوا ورعوا. وأصاب


١ صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه، دخل الجنة.
٢ صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه، دخل الجنة.
٣ انظر: الشهادتان: معناهما، وما تستلزمه كل منهما للشيخ ابن جبرين ص٨٠-٨١.

<<  <   >  >>