للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- شرك التمثيل:

عريفه: هو التسوية بين الله وخلقه في شيء من خصائص الربوبية، أو نسبتها إلى غيره عز وجل١.

ومن الأمثلة عليه٢: شرك النصارى الذين اتخذوا معه أربابا، فجعلوه ثالث ثلاثة؛ وشرك المجوس القائلين بأن للعالم ربين أحدهما خالق للخير، والآخر خالق للشر؛ وشرك الصابئة الذين زعموا أن الكواكب هي المدبرة لأمر العالم؛ وشرك القدرية "مجوس هذه الأمة" القائلين بأن كل إنسان يخلق فعل نفسه؛ وشرك عباد القبور الذين يزعم أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت، فتقضى الحاجات، وتفرج الكربات، وتنصر من دعاها، وتحفظ من لاذ بحماها. ومثلهم مزاعم غلاة الصوفية في الأولياء: أنهم ينفعون، ويضرون، ويتصرفون في الأكوان إلخ.

المسألة الثانية من أقسام الشرك الأكبر: الشرك في الأسماء والصفات

أولا: تعريفه

هو التسوية بين الله والخلق في شيء من الأسماء والصفات؛ بأن يجعل لله عز وجل ندا في أسمائه وصفاته؛ فيسميه بأسماء الله، أو يصفه بصفاته٣.

ثانيا: نوعاه

الشرك في الأسماء والصفات نوعان؛ شرك تشبيه، وشرك اشتقاق.

١- شرك التشبيه:

تعريفه: هو أن يثبت لله تعالى في أسمائه وصفاته من الخصائص، مثل ما يثبت للمخلوق من ذلك٤.

ومن الأمثلة عليه: قول القائل: إن يدي الله مثل أيدي المخلوقين، واستواءه على عرشه كاستوائهم، ونحو ذلك٤.


١ انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للدكتور إبراهيم البريكان ص١٤٧.
٢ انظر: تجريد التوحيد المفيد للمقريزي ص٥٥-٥٧، ٧٠. والجواب الكافي لابن القيم ٢٣١-٢٣٢.
وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ١/ ٣٨. وتوحيد الربوبية لمحمد إبراهيم الحمد ص٢١-٢٥.
٣ انظر: فتاوى اللجنة الدائمة ١/ ٥١٦. والمدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للبريكان ص١٤٧.
٤ انظر فتح رب البرية بتلخيص الحموية للشيخ ابن عثيمين ص٢٠-٢١.

<<  <   >  >>