للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالطرف قد أبقى بقايا أدمع ... وهناك أجبرها برجع أنيني

فاحذر ملامي عند فيض مدامعي ... فالدمع دمعي والعيون عيوني

قالوا تسلى عن ثمار شطوطها ... فأجبت لا والتين والزيتون

يا لائمين على شريعتها لكم ... في ذاك دينكم ولي أنا ديني

فلنا على الأعراف من ريحانها ... قصص أتت بتناسخ البشنين١

ويشط شرعا يا لنا كم شرعت ... أعوادها وتثقفت باللين

لكن إذا اشتبكت رأيت الظل قد ... ألفته مضطربًا شبيه طعين

وخيال ضوء الشمس في تدويره ... يحكي فم الطعنات في التكوين

وعيونها كما قال هدب نباتها ... ما للبناني مثل شرح عيوني

تلك المعالم والمعاهد بغيتي ... بحماة لا الجيران من جيرون٢

كما قال دمع الصب ليتهم على ... تلك الرسوم بفضلهم يجروني

يا نازلين حمى حماة نعمتم ... فيها صباحا نوره يهديني

قد كنت أنساها برؤيتكم وقد ... صرتم بها فالصبر غير معيني

غبتم وهذا محضري لي شاهد ... بالعسر من صبري وبالمضمون

وحللتم دار السعادة بالحمى ... فبحقكم بالبعد لا تشقوني

ذنبي عظيم لانقطاعي عنكم ... فلأجله في مصر لا تبقوني

وتكونت نار اشتياقي في الحشا ... لفساد تكويني فدع تكويني

وعجزت ضعفا عن وفا دين اللقا ... فترفقوا بؤادي المرهون

فعسى يزول ظلام بعدي عنكم ... وأرى ضياء القرب من شمسين

ولرقة فيكم أظن بأنكم ... حنيتم طربا لرجع حنيني

هذي غراميات صب ماله ... أرب بتورية ولا تضمين٣

لكن إذا ذكروا بديع مدائح ... في البارزي فكل فوق دوني

ما القصد فخري إنما أنا عبده ... فالشك أدفعه بحسن يقيني

الغصن نسقيه وغصن يراعه ... يسقي الورى لكن أنا ينشيني٤


١ البشنين: نبات مائي ينبت عادة في الأنهار والمناقع، وقد وردت في الأصل اليشنين، والأصح ما أوردنا لأننا لم نعثر على لفظة يشنين في ما بين يدينا "الشارح". أعراف: أمواج مفردها عرف وهو أعلاج الموج.
٢ جيرون: اسم بلدة.
٣ الصب: العاشق المغرم المولع بالشيء - الأرب: الحاجة.
٤ اليراع: القلم - ينشبني: يطربني.

<<  <  ج: ص:  >  >>