للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما أحلى قول محيي الدين بن قرناس الحموي:

قد أتينا الرياض حين تجلت ... وتحلت من الندى بجمان

ورأينا خواتم الدهر لما ... سقطت من أنام الأغصان.

وقال البدري الذهبي وأجاد:

هلم يا صاح إلى روضة ... يجلو بها العاني صدا همه١

نسيمها يعثر في ذيله ... وزهرها يضحك في كمه٢

ومثله قول ابن عمار:

يا ليلة بتنا بها ... في ظل أكناف النعيم

من فوق أكمام الرياض ... وتحت أذيال النسيم

وأما مطلع قصيدة ابن النبيه، في هذا الباب، فإنه أبهى من مطالع الأقمار، و"ديباجة الاستعارة من حلية تستعار" وهو:

تبسم ثغر الزهر عن شنب القطر ... ودب عذاب الظل في وجنة النهر٣

وهذا المعنى مولد من قول ابن خفاجة الأندلسي:

"وطرة ظل فوق وجه غدير" ولكن ابتسام ثغر الزهر عن شنب القطر، في قول ابن النبيه غاية:

وتلطف الشريف العقيلي في هذا الباب بقوله:

وروضة الجام فيها ... من زهرة الراح ورد

فأشرب على وجه روض ... له من السماء خد

وما أحلى قول القاضي، السعيد بن سناء الملك هنا:

ولبعدهم طالت ذوائب ليلهم ... فيها تغطي ضوء وجه نهارهم٤


١ العاني: المتعب والمهموم.
٢ كم الزهر: زره أو الزهر قبل أن يتفتح تجمع على أكمام
٣ الشنب: رقة الأسنان وبياضها، العذار: الشعر المتدلي عند جانب الأذن.
٤ ذوائب: جمع مفرده ذؤابة وهي خصلة الشعر في مقدم الرأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>