للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأحلى منه قوله:

سرى طيفه لا بل سرى لي سرابه ... وقد طار من وكر الظلام غرابه

أتت مع نفس الليل صفحة خده ... فقلت حبيب قد أتاني كتابه١

وقال من غيرها:

بشوك القنا يحمون شهد رضابها٢

وما أحلى تكميله بقوله: "ولا بد دون الشهد من إبر النعل".

ومثله قوله:

ألقى حبائل صيد من ذوائبه ... فصاد قلبي بأشراك من الشعر٣

وأحلى منه قوله:

خصر أدير عليه معصم قبلة ... فكأن تقبيلي له تعنيق

وغاية الغايات قوله:

بعثت لي علم فم الطيف قبلة ... فأتاني بعض المسرة جملة

ومن الاستعارات الحسنة في هذا الباب، قول شمس الدين بن العفيف، في مديح النبي -صلى الله عليه وسلم-

حياك يا تربة الهادي الرسول حيا ... بمنطق الرعد باد من فم السحب

وظريف هنا قول ابن قلاقس:

هدتنا للسرور نجوم راح ... بها قذفت شياطين الهموم

وكف الصبح تلقط ما تبدى ... يجيد الليل من درر النجوم

ومن اللطائف، في هذا الباب، قول أبي الحسن العقيلي:

لنا أخ يحسن أن يحسنا ... رضاه للجانين عذب الجنى

قد عرفت روضة معروفه ... بأنها تنبت زهر الغنى

إذا تبدى وجه إحسانه ... تنزهت فيه عيون المنى


١ النقس: المداد.
٢ الرضاب: الريق.
٣ أشراك: جمع مفرده شرك، وهو ما ينصب للاصطياد من شباك وفخاخ وكمائن إلخ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>