للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويعجبني من المديح منها "شعر":

وما أنا وحدي قلت ذا الشعر كله ... ولكن لشعري فيك من نفسه

وقال من قصيدة:

وما ليل بأطول من نهار ... يظل بلحظ حسادي مشوبا

ولا موت بأنقص من حياة ... أرى لهم معي فيها نصيبا

عرفت نوائب الحدثان حتى ... لو انتسبت لكنت لها نقيبا١

وما أظرف ما قال منها:

وشيخ في الشباب وليس شيخًا ... يسمى كل من بلغ المشيبا

قسا فالأسد تفزع من يديه ... ورق فنحن نفزع أن يذوبا

وقال من قصيدة، وهي التي ذكروا أنه ادعى فيها النبوة:

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوا له ما من صداقته بد٢

وقال من قصيدة:

قد كنت أشفق من دمعي على بصري ... فاليوم كل عزيز بعدكم هانا٣

إذا قدمت على الأهوال شيعني ... قلب إذا شئت أن يسلاكم خانا

أبدو فيسجد من بالسوء يذكرني ... ولا أعاتبه صفحًا وأهوانًا

وهكذا كنت في أهلي وفي وطني ... إن النفيس عزيز حيثما كانا٤

لا أشرئب إلى ما لم يفت طمعًا ... ولا أبيت على ما فات حسرانا٥

ولا أسر بما غير الحميد به ... ولو حملت إليَّ الدهر ملآنا

وقوله من قصيدة:

فما لي وللدنيا طلابي نجومها ... ومسعاي منها في شدوق الأراقم٦


١ النقيب: السيد.
٢ نكد: تنغيص العيش.
٣ أُشفِقُ: أخاف.
٤ النفيس: العزيز والغالي والثمين.
٥ أشرئب: أمد عنقي لأتطلع حسرانًا: تحسرًا.
٦ طلابي: أي ما أطلب - شدوق: جمع مفرده شدق وهو الفم أو شطره - الأراقم: من الحيات، أخبثها: مفردها أرقم.

<<  <  ج: ص:  >  >>