للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الحلم أن يستعمل الجهل دونه ... إذا اتسعت في الحلم طرق المظالم١

ومن عرف الأيام معرفتي بها ... وبالناس روى سيفه غير راحم

ولولا احتقاري الأسد شبهتها بهم ... ولكنها معدودة في البهايم٢

وكاد سروري لا يفي بندامتي ... على تركه في عمري المتقادم

وقال من قصيدة:

وأحسب أني لو هويت فراقكم ... لفارقكتم والدهر أخبث صاحب

فيا ليت ما بيني وبين أحبتي ... من البعد ما بيني وبين المصائب٣

يهون على مثلي إذا رام حاجة ... وقوع العوالي دونها والقواضب٤

كثير حياة المرء مثل قليلها ... يزول وباقي عيشه مثل ذاهب

بأي بلاد لم أجر ذوائبي ... وأي مكان لم تطأه ركائبي٥

وتخلص إلى مديح طاهر، ولكنه أتى في تخلصه بالعجائب، فقال:

كأن رحيلي كان من كف طاهر ... فأثبت كوري في ظهور المواهب٦

ما يقول: أثبت كوري في ظهور المواهب، إلا المتنبي.

ومن أبياته التي سارت أمثالا قوله:

إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم٧

فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم

وكل شجاعة في المرء تغني ... ولا مثل الشجاعة في الحليم

وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم٨

ولكن تأخذ الأسماع منه ... على قدر القرائح والفهوم


١ الحلم: العقل.
٢ البهايم: والبهائم: الدواب.
٣ إشارة إلى انعدام البعد بينه وبين المصائب، فهو يتمنى انعدام هذا البعد بينه وبين الأحبة.
٤ رام: أراد وقصد - العوالي والقواضب: الرماح والسيوف.
٥ ذوائبي: مفردها ذؤابة، وهي من الرحل، الجلدة المعلقة على آخره. ومن النعل، ما يلامس الأرض، ومن الشعر: الناصية وهي مقدم شعر الرأس، ركائبي: مفردها ركاب وهو ما يركب.
٦ الكور: الرحل بأداته.
٧ مروم: مقصود لعلوه.
٨ الآفة: المرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>