للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال من قصيدة:

والهم يحترم الجسيم مخافة ... ويشيب ناصية الصبي ويهرم١

ذو العقل يشقى في النعيم بعلقه ... وأخو الجهالة في الشقاء منعم٢

لا تخدعنك ما عدو دمعة ... وارحم شبابك من عدوك تُرحم

وما أعظم ما قال بعده:

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم

والظلم من شيم النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم

ومن البلية عذل من لا يرعوي ... عن جهله وخطاب من لا يفهم٣

والذل يظهر في الذليل مودة ... وأودّ منه لمن يود الأرقم

ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومن الصداقة ما يضر ويؤلم

أفعالُ من تلد الكرام كريمة ... وفعال من تلد الأعاجم أعجم

وقوله:

كريشة بمهب الريح ساقطة ... لا تستقر على حال من القلق

ويعجبني قوله من أبيات، يتمثل بها في كثيرة الإحسان المفرط:

ولم تملل تفقدك الموالي ... ولم تذمم أياديك الجساما

ولكن الغيوث إذا توالت ... بأرض مسافر كره المقاما

وصار أحب ما يهدي إليه ... لغير قلى وداعك والسلاما٤

وقال:

والغنى في يد اللئيم قبيح ... قدر قبح الكريم في الإملاق٥

وقال من قصيدة:

وقد يتزيا بالهوى غير أهله ... ويستصحب الإنسان من لا يلائمه


١ يُهرِم: يصيب بالكِبَر.
٢ وقد روي هذا البيت كما يلي:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
٣ ارعوى: عاد إلى رشده وتاب: وارتد عن غوايته.
٤ القلى: الكره والهجر.
٥ الإملاق: الفقر الشديد المدقع.

<<  <  ج: ص:  >  >>