للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله:

وما منزل اللذات عندي بمنزل ... إذا لم أبجل عنده وأكرّم١

منها:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم

وعادى محبيه بقول عداته ... وأصبح في ليل من الشك مظلم

أصادق نفس المرء من قبل جسمه ... وأعرفها من فعله والتكلم

وأحلم عن خلي وأعلم أنه ... متى أجزه حلمًا من الجهل يندم

وما كل ناو للجميل بفاعل ... ولا كل فعال له بمتمم

لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها ... سرور محب أو إساءة مجرم

منها:

رضيت بما ترضى به لي محبة ... وقدت إليك النفس قود المسلم

وقوله:

وإذا الحلم لم يكن في طباع ... لم يحلّم تقدم الميلاد٢

وإذا كان في الأنابيب خلف ... وقع الطيش في صدور الصعاد

وقوله:

وما الخيل إلا كالصديق قليلة ... وإن كثرت في عين من لا يجرب

وكل امرئ يولي الجميل محبب ... وكل مكان ينبت العز طيب

منها وأجاد إلى الغاية:

وأظلم أهل الظلم من بات حاسدًا ... لمن بات في نعمائه يتقلب

وقال من قصيدة:

لا تلق دهرك إلا غير مكترث ... ما دام يصحب فيه روحك البدن

فما يديم سرورًا ما سررت به ... ولا يرد عليك الفائت الحزن

ما كل يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

رأيتكم لا يصون العرض جاركم ... ولا يدر على مرعاكم اللبن

جزاء كل قريب منكم ملل ... وحظ كل محب منكم ضغن٣

وتغضبون على من نال رفدكم ... حتى يعاقبه التنغيص والمنن٤

وقال من قصيدة:

ومراد النفوس أهو من أن ... تتعادى فيه وأن تتعانى


١ أبجل: أعظم.
٢ لم يحلّم تقدم الميلاد: لا يعقل الكبر في السن.
٣ الضغن: والضغينة: الحقد والبغضاء.
٤ الرفد: العون والعطاء، التنغيص: تكدير العيش، المنن: جمع مِنَّة: وهي الحديث عن العطاء من قبل المعطي.

<<  <  ج: ص:  >  >>