للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غير أن الفتى يلاقي المنايا ... كالحات ولا يلاقي الهوانا١

ولو أن الحياة تبقى لحي ... لعددنا أضلنا الشجاعانا

وإذا لم يكن من الموت بد ... فمن العجز أن تكون جبانا٢

وله من قصيدة:

ولله سر في علاك وإنما ... كلام العدا ضرب من الهذيان٣

وقال:

لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال

وقال:

ومن يجد الطريق إلى المعالي ... فلا يذر المطي بلا سنام٤

وما أحلى ما قال بعده:

ولم أر في عيوب الناس نقصًا ... كنقص القادرين على التمام

وملني الفراش وكان جنبي ... يمل لقاءه في كل عام

ومن اختراعاته المختزنة قوله منها، ويشير إلى حمى أصابته وكانت تغشاه إذا أتى الليل

وزائرتي كأن بها حياء ... فليس تزور إلا في الظلام

بذلت لها المطارف والحشايا ... فعافتها وباتت في عظامي

يضيق الجلد عن نفسي وعنها ... فتوسعه بأنواع السقام

إذا ما فارقتني غسلتني ... كأنا عاكفان على حرام٥

كأن الصبح يطردها فتجري ... مدامعها بأربعة سجام٦

أراقب وقتها من غير شوق ... مراقبة المشوق المستهام

وتصدق وعدها والصدق شر ... إذا ألقاك في الكرب العظام٧

فإن أمرض فما مرض اصطباري ... وإن أحمم فما حم اعتزامي

وإن أسلم فما أبقى ولكن ... سلمت من الحُمام إلى الحمام ٨


١ كالحات: مظلمات مدلهمات، عابسات، اله وان: الذل.
٢ روي: أن تموت جبانا. والمثبت أصح.
٣ الهذيان: التكلم بكلام غير معقول لمرض.
٤ يذر: يترك، المطي: ما يركب، السنام: الحدبة التي تعلو ظهر البعير وقصد: بلا ركوب السنام.
٥ عكف: ألزم نفسه بالأمر وداوم عليه.
٦ سجام: شديدة الإنصباب.
٧ الكرب العظام: الضائقات الكبيرة.
٨ الحمام: الحمى. الحمام: الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>