للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشهم من يصلح أمر نفسه ... ولو بقتل ولده وعرسه

فإن من يقصد قلع ضرسه ... لم يعتمد إلا صلاح نفسه

وإن من خص اللئيم بالندا ... وجدته كمن يربي أسدا١

وليس في طبع اللئيم شكر ... وليس في أصل الدنيء نصر

وإن من ألزمه وكلفه ... ضد الذي في طبعه ما أنصفه

كذاك من يصطنع الجهالا ... ويؤثر الأرذال والأنذال٢

لو أنكم أفاضل أحرار ... ما ظهرت بينكم الأسرار

إن الأصول تجذب الفروعا ... والعرق دساس إذا أطيعا٣

ما طاب فرع أصله خبيث ... ولا زكا من مجده حديث

قد يدركون رتبا في الدنيا ... ويبلغون وطرا من بغيا

لكنهم لا يبلغون في الكرم ... مبلغ من كاب له فيها قدم

وكل من تمايلت أطرافه ... في طيها وكرمت أسلافه

كان خليقًا بالعلا وبالكرم ... وبرعت في أصله حسن الشيم٤

لولا بنو آدم بين العالم ... ما بان للعقول فضل العالم

فواحد يعطيك فضلا وكرم ... فذاك من يكفره فقد ظلم

وواحد يعطيك للمصانعة ... أو حاجة له إليك واقعه٥

لا تشرهن إلى حطام عاجل ... كم أكلة أودت بنفس الآكل

واحذر أخي يا فتى من الشره ... وقس بما رأيته ما لم تره٦

فليس من قبل الفتى أو كرمه ... إفساد شخص كامل لقرمه٧

فالبغي داء ماله دواء ... ليس لملك معه بقاء

والبغي فاحذره وخيم المرتع ... والعجب فاتركه شديد المصرع

والغدر بالعهد قبيح جدًّا ... شر الورى من ليس يرعى العهدا


١ الندا: العطاء والهبة والكرم.
٢ يصطنع: يستعملهم على أعماله.
٣ دساس: مؤثر. وهو من قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في علم الوراثة: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس".
٤ خليقًا: جديرًا.
٥ المصانعة: التزلف، والمداهنة والمداراة.
٦ الشره: النهمفي الأكل وشدة الجشع والطمع.
٧ قرمه: شهوته ورغبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>