للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عند تمام الأمر يبدو نقصه ... وربما ضر الحريص حرصه

وربما ضرك بعض مالكا ... وساءك المحسن من رجالكا

فالمرء يفدي نفسه بوفره ... عساه أن ينجو به من أسره

تمت، وختمها شيخنا رحمه الله بقوله:

لا تعطين شيئًا بغير فائده ... فإنها من السجايا الفاسده

هذا الذي ألفته واخترته ... من رجز الشريف وانتخبته

وحرمة الآداب يا أهل الأدب ... إن الشريف قد أتانا بالعجب

قلنا جميعًا إذ سمعنا رجزه ... كم قد أتى محمد بمعجزه

من كل بيت شطره قصيد ... وكلنا لبيته عبيد

فرحمة الله له في الآخرة ... خاتمة مع الهبات الوافرة

ثم الصلاة والسلام دائمًا ... على الذي للرسل جاء خاتمًا

انتهى ما أوردته من أمثال أبي الطيب المتنبي، وأمثال الصادح والباغم، ولم أقصد بذلك إلا أخذ ما يحتاج المتأدب إليه، في إرسال المثل على أنواعه، خصوصًا أهل الإنشاء فإنه حلبة جولاتهم، وعمدة فرسانهم، وبيت الشيخ صفي الدين في بديعيته:

رجوتكم نصحاء في الشدائد لي ... لضعف رشدي واستسمنت ذا ورم

فقوله: استسمنت ذا ورم من الأمثال السائرة، ولم ينظم العميان في بديعيتهم هذا النوع، وبيت الشيخ عز الدين في بديعيته:

أنوار بهجة إرسالها مثلًا ... يلوح أشهر من نار على علم

فقوله: أشهر من نار على علم، من الأمثال السائرة، وبيتي:

وكم تمثلت إذ أرخوا شعورهم ... وقلت: بالله خلوا الرقص في الظلم

فالرقص في الظلم من الأمثال السائرة، ولكن قولي لهم بعد إرخاء الشعور: خلوا الرقص في الظلم، لا يخفى على الحذاق من أهل الأدب.

<<  <  ج: ص:  >  >>