للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثله قوله الصاحب بهاء الدين زهير:

با من لعبت به شمول ... ما ألطف هذه الشمائل

وللبحتري:

وإذا ما رياح جودك هبت ... صار قول العذول فيها هباء١

ويحسن هنا قول الشاب الظريف محمد بن العفيف:

أراك فيمتلي قلبي سرورًا ... وأخشى أن تشط بك الديار٢

فجر واهجر وصد ولا تصلني ... رضيت بأن تجور وأنت جار٣

وما أحسن ما قال الشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، شيخ شيوخ حماة، رحمه الله بمنه وكرمه:

تولى شبابي فولى الغرام ... ولازم شيبي لزوم الغريم

ولو لم يصدني بازيه ... لما صارمتني مهاة الصريم٤

انتهى الكلام على الملطق وعلى الفرق بينه وبين المشتق منه نظمًا ونثرًا، وقد رسم لي أن أثبت في بديعيتي هذه أبيات من تقدّمني في النظم كالشيخ صفي الدين الحلي والشيخ عز الدين الموصلي، وما ورد في بديعية العميان من القدر الذي استعملوه، ليشاهد المتأمل في هذا الميدان مجرى السوابق، فإن الشيخ صفي الدين جمع بين الجناس المركب والمطلق، في بيت واحد وهو المطلع فقال:

إن جئت سلعًا فسل عن جيرة العلم ... وأقر السلام على عرب بذي سلم

والعميان لم يأتوا في البيت إلا بنوع واحد، فقالوا في المركب:

دع عنك سلمى وسل ما بالعقيق جرى ... وأم سلعًا وسل عن أهله القدم٥


١ هباء: لا أثر له ولا معنى.
٢ تشط: تبعد.
٣ فجر: من الجور وهو الظلم - وصدّ: أي قابلني بالصدود وعدم النظر إلي - لا تصلني: لا تمنحني الوصال.
٤ صارمتني: قاطعتني، الصريم، اسم موضع.
٥ أمّ: أقصد - القدم: القدماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>