للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مطلعه بالصدر وهو جائز، ولكنه غير المراد، فإن الشيخ جمال الدين تقدمه بتضمين الإعجاز ونسج إبداعه على هذا المنوال، ومن أغزال الشيخ جمال الدين البديعة في هذا الباب قوله:

أفدي غزالًا مثلوا جماله ... في مثل قد أقبلت الغزاله

ما قال مذ ملك قلبي واسترق ... كقولهم رب غلام لي أبق١

للقمرين وجهه مطالع ... فهي ثلاث ما لهن رابع

لأحرف الحسن على خديه خط ... وقال قوم إنها اللام فقط

منفرد بالوصل في دار الهنا ... مثاله الدار وزيد وأنا

لا يختشي تلاعب الظنون ... والأمر مبني على السكون

في خده التبري هان نشبي ... وقيمة الفضة دون الذهب٢

فاصرف عليه ثروة تسام ... فما على صارفها ملام

وإن رأيت قدّه العالي فصف ... وقف على المنصوب منه بالألف

والعارض النوني ما أنصفته ... وإن تكن باللام قد عرّفته

واهاله من حرف نون قد عرف ... كمثل ما تكتبه لا يختلف

يأتي بنقط الخال في الإعجام ... وتارة يأتي بمعنى اللام

للحظه المسكر فعل يطرب ... مفعوله نحو سقى ويشرب

ولا تلم فيه عويشقًا تلف ... ولا سكيران الذي لا ينصرف

جسمي وذاك الخصر والجفن الدنف ... هن حروف الاعتلال المكتنف٢

فيا مليحًا عنه أخرت القمر ... أما لا هوان وإما لصغر

كرر فما أحلى بسمعي السامي ... قولك يا غلام يا غلامي

وارفق بمضناك فما سوى اسمه ... ولا تغير ما بقي من رسمه

وقد حكى العذار في الوقوف ... فاعطف على سائلك الضعيف

وافخر بمعنى لحظك المعشوق ... في كل ما تأنيثه حقيقي

يا لك لحظًا بسعاد أزرى ... وجاء في الوزن مثال سكرى

يا ناصبًا أوصاف ذياك الصبي ... تم الكلام عنده فلتنصب

هيهات بل دع عنك ما أضنى وما ... وعاص أسباب الهوى لتسلما


١ استرقّ: استعبد. أبق: هرب.
٢ التبر: الذهب. نَشَبي: مالي، الثابت والمنقول.
٣ الدنِف: المريض. المكتنف: الذي أصاب المصيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>