للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن محاسن تضامين شمس الدين محمد بن العفيف البديعة قوله:

قالوا غدا تندم عن لثمه ... في خده إذ يغلب السكر

فقال لي مبسمه دعهم ... اليوم خمر وغدًا أمر١

وقال:

جلا ثغرًا وأطلع لي ثنايا ... يسوق بها المحب إلى المنايا

وأنشد ثغره يبغي افتخارًا ... أنا ابن جلا وطلاع الثنايا

ومن تضامين مجير الدين بن تميم التي تطفل الناس عليها بعده قوله:

إن تاه ثغر الأقاحي إذ تشبهه ... لله حبك واستولى به الطرب

فقل له عندما يحكيه مبتسمًا ... لقد حكيت ولكن فاتك الشنب٢

ومن تضامين القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر البديعة قوله:

وناطقة بالروح عن أمر ربها ... تعبر عما عندها وتترجم

سكتنا وقالت للقلوب فأطربت ... فنحن سكوت والهوى يتكلم

ومن تضامين الشيخ صلاح الدين الصفدي قوله:

ملكت كتابًا أخلق الدهر رسمه ... وما أحد في دهره بمخلد

إذا عاينت كتبي الجديدة جلده ... يقولون لا تهلك أسى وتجلد

وقال:

قل للرقيب يسترح من عذلي ... ما أصبح المعشوق عندي مشتهى

وارتد قلبي عن سيوف لحظه ... وكل شيء بلغ الحد انتهى

وقال مضمنًا ومكتفيًا:

رشفت ريقك حلوًا ... فلم يكن لي صبر

وسوف أحظى بوصل ... وأوّل الغيث قطر

ومن تضامين الشيخ عز الدين الموصلي:

وعلق يرى للترك فيه تحمس ... يقود عليه أحدب ويعاشره٣

إذا جاءه اللوطي يطلب وصله ... ثنى طرفه نحو الحسام يشاوره


١ اليوم خمر وغدًا أمر: قالها امرؤ القيس عندما بلغه مقتل والده وقد كان خليًّا لا هم له يشرب الخمر ويلهو، فصار مهتمًا بالثأر لأبيه.
٢ حكيت: شابهت. الشنب: بياض الأسنان ورقتها.
٣ العلق: الصعلوك من الناس، أو المخنث المتشبه بالنساء. يقود عليه: يجلب له الزبائن وهي القوادة أي القيادة إلى الفحش. يعاشره: يجامعه، يلوطه.

<<  <  ج: ص:  >  >>