للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال:

يا من يقول بأن رشـ ... ـف لمى الحبائب لم يرق

وغدا يعنفني به ... دع عنك تعنيفي وذق

وقال:

لما رأيت البدر في ساعدي ... ونرجس الأنجم قد صوّحا١

أفنيت رشفًا فيه ريق الدجى ... من قبل أن ترشف شمس الضحى

وقوله:

صهباء ريقته رشفت سلافها ... وتغلبت فعجزت أن أتكلما

وإذا سئلت أقل لمن هو سائل ... إني لأعلم ما تقول وإنما٢

ومن محاسن الشيخ سراج الدين الوراق قوله:

توارت من الواشي بليل ذوائب ... له من جبين واضح تحته فجر

فدل عليها شعرها بظلامه ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

نقله الشيخ شمس الدين بن الصائغ إلى المداعبة، وزاده تورية، بقوله:

تطلبت حجرًا في الظلام فلم أجد ... ومن يك مثلي حية دأبة الحجر٣

فناداني البدر الأديب إلى هنا ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

ويعجبني من تضمين ابن أبي الأصبع قوله، وهو منقول من الحماسة إلى الغزل:

له من ودادي مثل كفيه صافيًا ... ولي منه ما ضمت عليه الأنامل

ومن قده الزاهي ونبت عذاره ... صدور رماح أشرعت وسلاسل

وقوله:

هذا الذي أنا قد سمحت بحبه ... كرمًا بلؤلؤ دمعي المتنظم

لا تحرموني ضم أسمر قدّه ... ليس الكريم على القنا بمحرم

ومن تضامين الشيخ محمود البديعة قوله:

من حاتم عدّ عنه واطرح فيه ... في الجود لا بسواه يضرب المثل

لو مثل الجود سرحًا قال حاتمهم ... لا ناقة لي في هذا ولا جمل٤


١ صوّح: جف ويبس.
٢ وإنما لا أستطيع التكلما.
٣ الحجر: بيت الحية. دأبه الحجر: دأبه طلب الحجر.
٤ لا ناقة لي في هذا ولا جمل: مثل يضرب فيمن لا يعنيه شيء من الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>