للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثله قولي من القصيدة:

كذا محابره سود العيون فإن ... دنت أياديه فهي الأعين الحور

ومنه قولي من قصيدة ميمية:

حين قابلت خده بدموعي ... أثرت خلت ثوب خز منمنم١

ومنه قولي في وصف حماة من قصيدة طائية:

ينظم بالشطين دور ثمارها ... عقودًا لها العاصي رأيناه كالسمط٢

وقد مد ذاك النهر ساقًا مدملجًا ... وراح بنقش النبت يمشي على بسط٣

لوينا خلاخيل النواعير فالتوت ... وأبدت لنا دورًا على ساقة الشط

وقلت من قصيدة أخرى:

وعاص رحيب الصدر قد خر طائعًا ... ودولابه كالقلب يخفق في الصدر

وقلت من قصيدة أخرى:

وهززت فيه كل عود أراكةٍ ... أضحى بهاتيك الثغور مطيبا

والمعنى المخترع قولي بعده:

ودخلت كل خباء زهر قد غدا ... بدموع أجفان الغمام مطنبا٤

ومن اختراعاتي التي لم أسبق إليها، وسارت الركبان بها قولي في المدائح المؤيدية:

فرج على الملجون نظم عسكرا ... وأطاعه في النظم بحر وافر٥

فانبت منه زحافه في وقعة ... يا من بأحوال الوقائع شاعر٦

وجميع هاتيك البغاة بأسرهم ... دارت عليهم من سطاك دوائر

والمعنى المخترع فيها قولي:

وعلى ظهور الخيل ماتوا خيفة ... فكأن هاتيك السروج مقابر


١ الخز: الحرير. المنمنم: المزركش.
٢ العاصي: نهر العاصي وهو نهر ينبع من لبنان ويصب في سوريا. السمط: العقد.
٣ المدملج: الذي يلبس الدملج وهو من الأساور والحلى.
٤ مطنبًا: مرفوعًا أو مشدودًا بالطنب وهي حبال وأعمدة الخيمة.
٥ الملجون: الورق اللزج.
٦ انبت: انقطع. الزحاف: في المصطلح العروضي تغيير يلحق ثاني السبب من التفعيلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>