للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكنت أرجي منكم خير ناصر ... على حين خذلان اليمين شمالها

فإن كنتم لا تحفظون مودتي ... ذماما فكونوا لا عليها ولا لها

قفوا وقفة المعذور عني بمعزل ... وخلوا نبالي للعدا ونبالها

فأحسن ابن سنان الخفاجي اتباعه بقوله:

أعددتكم لدفاع كل ملمة ... عونًا فكنتم عون كل ملمة

وتخذتكم لي جنة فكأنما ... نظر العدو ومقاتلي من جنتي١

فلأنفضن يدي يأسًا منكم ... نفض الأنامل من تراب الميت

ويعجبني هنا قول القائل:

وأخوان حسبتهم دروعًا ... فكانوها ولكن للأعادي

وخلتهم سهامًا صائبات ... فكانوها ولكن في فؤادي

وقالوا قد صفت منا قلوب ... لقد صدقوا ولكن من ودادي

وقال ابن الرومي:

سد السداد فمي عما يريبكم ... لكن فم الحال عني غير مسدود

وأحسن زكي الدين بن أبي الأصبع اتباعه فقال:

هبني سكت فما لسان ضرورتي ... أهجى لكل مقصر عن منطقي

وقال سليك بن سلكة:

وتبسم عن ألمي اللثاة مفلج ... خليق الثنايا بالعذوبة والبرد٢

وما ذقته إلا بعيني تفرسًا ... كما شيم برق في السحابة من بعد٣

وقال نصيب:

كأن على أنيابها الخمر شجها ... بما الندى في آخر الليل عابق٤

وما ذقته إلا بعيني تفرسًا ... كما شيم في أعلى السحابة بارق


١ أي منكم عرف العدو كيف يقتلني. والمقاتل: الأمكنة التي إذا أصيب فيها الإنسان قتل.
٢ ألمى: أسمر. اللثاة: مفردها لثة وهي مكان انغراز الأسنان في الفم. مفلج: بين أسنانه فسحات متساوية.
٣ التفرّس: التثبت بالنظر. شيم: انتظر.
٤ شجها: الخمرة مزجها بالماء. العابق: اللبق الظريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>