للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا البيت كل كلمة منه، بانضمامها إلى أ×تها، تجانسها في القلب، وأعلى منه رتبة قول سيف الدين ابن المشد:

ليل أضاء هلاله ... أنى يضيء بكوكب

وهذا البيت كل كلمة منه تقرأن مستوية ومقلوبة، وهو مما لا يستحيل بالانعكاس، كقول الحريري: ساكب كاس، وهذا النوع يأتي الكلام عليه في موضعه لأن المراد هنا جناس القلب، وللشيخ علاء الدين بن مقاتل الحموي أيضا زجل في هذا النوع، سارت به الركبان أنشده المصنف في حماة، بحضرة الملك المؤيد، والشيخ صفي الدين، والشيخ جمال الدين بن نباتة، فوقع في المجلس شيء إذا استوعبت الزجل كتابة علمته:

قلبى بحب تياه ... ليس يعشق إلا إياه

فاز من وقف وحياه ... يرصد على محياه

بدر السما لو يطبع ... من رام وصالوا يعطب١

صغير بحير في أمرو ... غزال قهر بسمرو

ليث الهوى ونمرو ... فاعجب لصغر عمرو

ريم ابن عشر وأربع ... أردى الأسود وأرعب

اذكر نهار تبعتو ... وروحي كنت بعتو

وخيب ما فيه طمعتو ... فقال وقد سمعتو

ارجع ولا لي تتبع ... أخشى عليك لا تتعب

كم قدامو وخلفوا ... مشيت مطيع لحلفو

ورمت لثم كفو ... قال دع مناك وكفو

فإن لثم أصبع ... من الثريا أصعب

ما زلت لو نداري ... حتى حصل في داري

ناديت ودمعي جاري ... ايش كان يصيب يا جاري

لو كنت من فيك أشبع ... قال ايش يكن لك أشعب

من حاز حسن خدو ... لحظو لقتلي حدو

وورد خد وندو٢ ... ما في الرياض شيء

روض الحيا مبرقع ... عليه ساج معقرب

من في الجمال فريدو ... للصب من وريدو

يذبح ولو يزيدو ... وكم ذا شيخ مريدو

خلاه دموعو يبلع ... وهو بعقلو يلعب

كم خصم في المقاتل ... صابوا ابن مقاتل

وكم ذا في المحافل ... قد أنشالوا جحافل

من كل بيت مربع ... ملحون بألف معرب

والشيء اللطيف الذي وقع في المجلس المشار إليه، ووعدت بذكره: ذكروا أن الشيخ علاء الدين بن مقاتل، لما وصل إلى قوله ملحون بألف معرب، صار الشيخ جمال


١ يعطب: يصاب بالعطب وهو الهلاك.
٢ ندو: نده: والند هو المشابه المماثل.

<<  <  ج: ص:  >  >>