للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا نظرة ما جلت لي حين طلعته ... حتى انقضت وأدامتني على وجل

عاتبت إنسان عيني في تسرعه ... فقال لي {خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} ١

ومثله:

إن دمعت عيني فمن أجلها ... بكى على حالي من لا بكى

أوقعني إنسانها في الهوى ... يا أيها الإنسان ما غركا

ومثله:

قسمًا بشمس جبينه وضحاها ... ونهار مبسمه إذا جلاها

وبنار خديه المشعشع نورها ... وليل ضدغيه إذا يغشاها

لقد ادعيت دعاويًا في حبه ... صدقت وأفلح من بذا زكّاها

فنفوس عذّالي عليه وعذّري ... قد ألهمت بفجورها تقواها

فالعذر أسعدها مقيم دليله ... والعذل منبعث له أشقاها

ومنه قول القاضي محيي الدين بن قرناص:

إن الذين ترحلوا ... نزلوا بعين باصره

أنزلتهم في مقلتي ... فإذا هم بالساهرة٢

ومنه قول الشيخ جمال الدين بن نباتة، رحمه الله تعالى:

وأغيد جارت في القلوب لحاظه ... وأسهرت الأجفان أجفانه الوسنى٣

أجل نظرًا في حاجبيه وطرفه ... ترى السحر منه قاب قوسين أو أدنى

ومنه قول الشيخ زين الدين بن الوردي، رحمه الله تعالى:

رب فلاح مليح ... قال يا أهل الفتوّة

كفلي أضعف خصري ... فأعينوني بقوّة٤

ومنه قول المعمار:

ابن الجمالي مات حقًّا ... برّح بي موته وآذى

ورحت أقرأ عليه جهرًا ... {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} ٥


١ الأنبياء: ٢١/ ٣٧. وإنسان العين: بؤبؤها.
٢ الساهرة: من الأرض المنبسطة المطمئنة، وجهها.
٣ الأغيد: الفتاة التي تتمايل في مشيها "الغادة". الوسنى: الناعسة.
٤ الكفل: الردف أو العجيزة.
٥ مريم: ١٩/ ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>