للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكون الجبال كثيبًا مهيلًا. وقوله، مما كتب به عن السلطان الملك الناصر إلى أمير المؤمنين المستضيء بالله، وهو: سلام قولًا من رب رحيم و {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} ١، مملوك العتبات الشريفة وعبدها، ومن اشتمل على خاطره ولاؤها وودها، ينهى أن الله سبحانه شرف ملة الإسلام على الملل، ودولة أمير المؤمنين على الدول، وقد أقام سيفه حسان الكفرة فأظهر تحريف حسابها، ونقلها من ظهور أسرتها إلى بطون ترابها، فهل ترى لهم من باقية، أو تسمع لهم من لاغية، وظلت أقحاف بني حام تحت غربان الفلاة غربانًا، وشوهدت ظلمات بعضها فوق بعض أفعالًا وألوانًا. وعزّت سيوف الإسلام فظلت أعناقهم لها خاضعين، وعوتبت منهم الأنفس والرءوس فقالتا أتينا طائعين.

ومن اقتباسات القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر البديعة، قوله, من رسالته التي كتبها عن السلطان الملك الظاهر إلى شمس الدين آق سنقر الفارقاني، جوابًا عن كتابه الذي أرسله بفتوح النوبة، لما توجه إليها من الديار المصرية، "وهو": أدام الله نعمة المجلس ولا زالت عزائمه مرهوبة، وغنائمه مجلوبة ومحبوبة، وسطاه وخطاه هذي تكفي النوب٢ وهذه تفتح أرض النوبة، ولا برحت وطأته على الكفار مشتدة، وآمالها لهلاك الأعداء كرماحه ممتدة، ولا عدمت الدولة بيض سيوفه التي يرى بها الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة. صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس تثني على عزائمه التي دلت على كل أمر رشيد، وأتت على كل جبار عنيد، وحكمت بعدل السيف في كل عبد سوء {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} ٣ والله يشكر تفاصيل همم المجلس وجملها, وآخر غزواته وأولها, وإذا انسلخ نهار سيفه من ليل هذا العدو يعود سالِمًا إلى مستقره، {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} ٤.

وقوله: في وصية العهد الشريف الذي أنشأه السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل، عن والده الملك المنصور قلاوون الصالحي -رحمه الله- وهو: والشرع الشريف هو قانون الحق المتبع، ومأمون الأمر المستمع، به يتمسك من يمتار٥ ويمتاز، وهو جنة والباطل نار، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز.

"ومن ذلك" اقتباس العلامة أبي طاهر إسماعيل بن عبد الرزاق الأصفهاني، في


١ الواقعة: ٥٦/ ٨٩.
٢ النوب: الكوارث والمصائب.
٣ فصلت: ٤١/ ٤٦.
٤ يس: ٣٦/ ٣٨.
٥ امتارَ: وامترى: شكَ وجادل.

<<  <  ج: ص:  >  >>