للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأحدهم ولد فتّان الصورة. فخدمهم المفسّر من أجله، وتقرب إليهم إلى أن حضر معهم يوما خوش قدم ومعناه قدم صدق، فى الصبر والمجاهدة، فأزالوا الأقفال التى عادتهم أن يجعلوها على ذكورهم، ونصبوا الصّبى، وكشفوا عن مقعدته، وحصل الواحد منهم يصل بذكره إليها ويرجع دون مباشرة ويقول بالعجمية «خوش قدم» عبارة عن أنه تركه لله، إلى أن جاءت نوبة المفسّر فأقام ذكره وجعل فيه الصابون المشرقى، ودفع- دفعة حصّلت متاعه فى متاع الصى وهو يقول: أنا لا أتركك لا لله ولا لغيره، فصفعوه بالمداسات حتى كاد بهلك، وأخرجوه، فصار يعرف بعد ذلك بصريع المداسات ا، ب أخرى كنت بدمشق كثيرا ما أخرج إلى شرف «١» نهر بانياس «٢» فاتفرج فى جريان الماء، وحفيف الأشجار، وتغريد الأطيار وما تحت ذلك الشّرف من خلق أنواع العالم فرأيت فى بعض الأيام امرأة قد جاءت إلى شيخ ذى لحية طويلة، عنده بساط عليه عقاقير وحروز وهو ينادى تارة على العقاقير وتارة على الحروز، يجمع المنافع المتضادة فى الشىء الواحد فقالت له تلك المرأة: يا سيدى أريد حرزا أعقد به لسان زوجى، وأطلّق عليه ضرتى، وأزرع المحبة فى قلب كل أحد لى، وجعلت تعدّ أشياء كثيرة.

فقال لها هذا الحرز فيه هذا كله. هات ما عندك. فرمت فيه بقيراط. فقال لها:

ضعى رأسك، ثم ضرط لها ضرطة فى الحرز من أوله إلى آخره. وقال خذى ما فضل من هذه الضرطة واجعليها فى لحية زوجك. فقالت ما عند زوجى إلا لحية صغيرة وبالحر، أتقوم بها هذه اللحية السوء؟

ا، ب خبز طرى المسخرة «٣» .

كان مختصا بالملك العادل صاحب مصر والشّام، وكان لا يكاد يستغنى عنه.