١٩/٣٣٠ ـ وعن أبي عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جهاراً غير سر يقول ((إن آل بني فلان ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أبلها ببلالها)) متفق عليه واللفظ للبخاري.
[الشَّرْحُ]
هذه الأحاديث التي ساقها المؤلف ـ رحمه الله ـ كلها تدل على أهمية صلة الرحم، أي صلة القرابة، وصدرها بحديث أبي سفيان صخر بن حرب حين وفد ومعه قوم من قريش على هرقل، وكان قد وفد على هرقل قبل أن يسلم رضي الله عنه؛ لأنه أسلم عام الفتح.
وأما قدومه إلى هرقل، فإنه كان بعد صلح الحديبية، ولما سمع بهم هرقل وكان رجلاً عاقلاً، عنده علم من كتاب، وعنده علم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وبما يدعو إليه؛ لأن صفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم موجودة في التوراة والإنجيل، كما قال تبارك وتعالى:(النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإنْجِيلِ)[الأعراف: ١٥٧] ، مكتوباً بصفته ومعروفاً، حتى إنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لا يشكون فيهم.
فلما قدم هؤلاء الجماعة من العرب من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، من الحجاز دعاهم يسألهم عن حال النبي صلى الله عليه وسلم، وعما يأمر به، وعما ينهى عنه، وعن