صبر: يعني على الأذي، وغفر: يعني تجاوز عنه إذا وقع به، إن ذلك لمن عزم الأمور: أي لمن معزومات الأمور، أي من الأمور التي تدل على عزم الرجل، وعلى حزمه، وعلى أنه قادر على نفسه مسيطر عليها، وذلك لأن الناس ينقسمون إلى أقسام بالنسبة لسيطرتهم على أنفسهم.
فمن الناس من لا يستطيع أن يسيطر على نفسه أبداً، ومن الناس من يستطيع لكن بمشقة شديدة، ومن الناس من يستطيع لكن بسهولة، يكون قد جلبه الله عزّ وجلَّ على مكارم الأخلاق، فيسهل عليه الصبر والغفران.
فالذي يصبر على أذى الناس ويتحمل ويحتسب الأجر من الله ويغفر لهم، هذا هو الذي صنع هذه المعزومة من الأمور أي من الشؤون، وهذا حث واضح على أنه ينبغي للإنسان أن يصبر ويغفر، وقد سبق لنا التفصيل في مسألة العفو عن الجناة والمعتدين، وأنه لا يمدح مطلقاً ولا يذم مطلقاً، يل ينظر إلى الإصلاح.
* * *
١/٦٣٢- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: ((إن فيك خصلتين يُحبهما الله: الحلمُ والأناةُ)) رواهُ مسلم.
٢/٦٣٣- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله رفيقٌ