للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

البخاري: عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك»، فما زالت تلك طعمتي بعد. ورواية مسلم نحوها.

* الوجه الثالث: اشتمل هذا الحديث على ثلاثة آداب من آداب الأكل، وهي التسمية، والأكل باليمين، والأكل مما يليه، وسنذكر تفصيل القول فيها في الوجوه التالية.

* الوجه الرابع: دل الحديث على الأمر بالتسمية في ابتداء الطعام ويلحق به الشراب، وهي من أسباب حصول البركة، ومنع الشيطان من مشاركة الإنسان في طعامه وشرابه.

واختلف هل الأمر للوجوب أم للندب، والجمهور على الندب، كما ذكره العيني وغيره (١).

* الوجه الخامس: المقصود بالتسمية الواردة في الحديث، أن يقول: باسم الله في ابتداء الأكل، يوضحه حديث عائشة مرفوعاً: «إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره» (٢).

وأما قول بعض العلماء: الأفضل أن يقول: باسم الله الرحمن الرحيم، فقد ردّه الحافظ ابن حجر بأنه لا دليل عليه. كذلك رد الحافظ ابن حجر على


(١) «عمدة القاري» ٢١/ ٢٩، «جمع الوسائل» ١/ ٢٣٥.
(٢) رواه أبو داود (٣٧٦٧)، والترمذي (١٨٥٨)، وقال: حسن صحيح، وصححه ابن حبان (٥٢١٤)، والحاكم في «المستدرك» (٧٠٨٧)، والألباني في «صحيح الجامع» (١٣٢٣).

<<  <   >  >>