للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكن قد يقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- رغّب في صيام الاثنين والخميس كما سيأتي بعد قليل؟

والجواب أن يقال: نعم، ولكن صومه -صلى الله عليه وسلم- كان على حسب نشاطه، فربما وافق الأيام التي رغب فيها، وربما لم يوافقها.

* الوجه الرابع: دل الحديث على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر من الصيام وكان يكثر من الإفطار أيضاً، فلم يكن -صلى الله عليه وسلم- يفطر دوماً ولا كان يصوم دوماً، بل قد صح عنه النهي عن صيام الدهر، وقال: «لا صام ولا أفطر، أو ما صام وما أفطر» (١).

* الوجه الخامس: دل الحديث على عدم استحباب التطوع بصيام شهر بأكمله، لأنه لم يكن من هديه -صلى الله عليه وسلم- كما أخبرت عائشة في الحديث.

كما يستحب ألا يخلي شهراً من صيام بعض أيامه، فقد جاء في إحدى روايات حديث عائشة المتقدم قولها: «ما علمته -صلى الله عليه وسلم- صام شهراً كله إلا رمضان، ولا أفطره كله حتى يصوم منه» (٢).

* * *

٥٩ - عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: «لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ لِلَّهِ فِي شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ».


(١) «صحيح مسلم» (١١٦٢) من حديث أبي قتادة الأنصاري.
(٢) «صحيح مسلم» (١١٥٦).

<<  <   >  >>