للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبوة. قال الحافظ ابن حجر: «مقتضى هذه الأحاديث أن الخاتم لم يكن موجوداً حين ولادته، ففيه تعقيب على من زعم أنه ولد به» (١)، انتهى كلامه رحمه الله.

* الوجه العاشر: في شرب السائب بن يزيد من وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- دليل على مشروعية التبرك بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم- الثابتة عنه، كالتبرك بالماء الفاضل من وضوئه -صلى الله عليه وسلم-، والتبرك بريقه وشعره وعرقه ونحوه. وفي السنة والسيرة وقائع كثيرة تشهد لذلك، وهو من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- التي لا يقاس عليه فيها غيره.

* الوجه الحادي عشر: ثبت في صحيح البخاري (٢) أن السائب بن يزيد -رضي الله عنه- بلغ الرابع والتسعين سنة وهو ممتع بقواه البدنية والعقلية، وكل هذا كان ببركة مسح النبي -صلى الله عليه وسلم- رأسه وشربه من وضوئه ودعائه له، ولفظ رواية البخاري: عن الجعيد بن عبدالرحمن قال: رأيت السائب بن يزيد، ابن أربع وتسعين، جلداً معتدلاً، فقال: قد علمتُ: ما متعتُ به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إن خالتي ذهبت بي إليه، فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي شاك، فادع الله له، قال: «فدعا لي».


(١) «فتح الباري» ٦/ ٥٦٢.
(٢) «صحيح البخاري» (٣٥٤٠).

<<  <   >  >>