للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الوجه الرابع: قيل: الحكمة في كونه -صلى الله عليه وسلم- أجود في رمضان أن مدارسة القرآن تجدّد له العهد بمزيد غنى النفس، والغنى سبب الجود، وأيضًا فرمضان موسم الخيرات؛ لأن نِعَم الله على عباده فيه زائدة على غيره، فكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُؤْثِر متابعة سُنَّة الله في عباده (١).

وقد كان السلف رضوان الله عليهم يكثرون من تلاوة القرآن في شهر رمضان أكثر من غيره من الشهور، وكان بعضهم كالزهري ومالك بن أنس وسفيان الثوري وغيرهم يتوقفون عن رواية الحديث ونحوه من دروس العلم، ويتفرغون لتلاوة القرآن ومدارسته في هذا الشهر الكريم (٢).

* * *

٧٨ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لَا يَدَّخِرُ شَيْئاً لِغَدٍ».

• الكلام عليه من وجوه:

* الوجه الأول: في التعريف براويه:

أنس بن مالك -رضي الله عنه- تقدم التعريف به في الحديث رقم ١.

* الوجه الثاني: في تخريجه:

الحديث أخرجه الترمذي في سننه (٣) واستغربه، لكن صححه ابن حبان (٤)،


(١) «فتح الباري» ١/ ٣١.
(٢) ينظر «لطائف المعارف» لابن رجب ١/ ١٧١.
(٣) «سنن الترمذي» (٢٣٦٢).
(٤) «صحيح ابن حبان» (٦٣٥٦).

<<  <   >  >>