للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ ابن حجر: «كل من روي عنه من الصحابة ما يخالف المشهور، وهو ثلاث وستون جاء عنه المشهور» (١).

* الوجه الرابع: دل الحديث على تحديد مدة مقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد البعثة وهي ثلاث عشرة سنة، وهذا هو القول الصحيح المشهور، الذي عليه عامة أهل العلم، ودلت عليه الروايات الثابتة في الصحيحين وغيرهما عن جمع من الصحابة. قال ابن الجوزي (٢): بلا خلاف.

وأما ما ورد عن بعض الصحابة أنه -صلى الله عليه وسلم- أقام بمكة بعد البعثة عشر سنين فمحمول على إلغاء الكسر الزائد على العشرة كما هي عادة العرب في الحساب (٣).

* الوجه الخامس: دل الحديث على أن مدة مقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة بعد الهجرة عشر سنين بما فيها أيام أسفاره في الغزو والحج والعمرة إلى أن توفاه الله عز وجل، وهذا محل اتفاق بين العلماء جميعاً كما قال الإمام ابن عبد البر (٤) والنووي (٥) وغيرها.


(١) «فتح الباري» ٨/ ١٥١.
(٢) «كشف المشكل من حديث الصحيحين» ٣/ ٢١٤.
(٣) ينظر الوجه العاشر من شرح الحديث الأول.
(٤) «التمهيد» ٣/ ٩.
(٥) «شرح صحيح مسلم» ١٥/ ٩٩.

<<  <   >  >>