للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الوجه الرابع: في الحديث دليل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي يوم الاثنين، وهذا محل إجماع من أهل العلم كما حكاه غير واحد كالحافظ ابن حجر وغيره، وكان ذلك في شهر ربيع الأول بالإجماع أيضاً (١).

واختلف في تحديد تاريخ يوم الوفاة؟ والمشهور أنه في الثاني عشر كما هو قول جمهور العلماء (٢).

* الوجه الخامس: في استخلاف النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر الصديق، كي يصلي بالناس في مرض موته، دليل على فضل أبي بكر ومرتبته، وأنه أولى الناس بالخلافة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «رضيه لديننا فرضيناه لدنيانا» (٣).

* الوجه السادس: في الحديث دليل على أن أحق الناس بإمامتهم في الصلاة أفقههم وأعلمهم، ولذلك استخلف النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر الصديق، كي يصلّي بالناس، لأنه كان أعلمهم وأفقههم، وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله لهذا الحديث في الصحيح بقوله: «باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة».

* الوجه السابع: قول أنس: «وتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من آخر ذلك اليوم». هذا فيه إشكال، لأن المتفق عليه بين علماء السيرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي حين اشتد وقت الضحى من ذلك اليوم. وقد وجه العلماء كلام أنس بأن المراد به تحقق وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الناس، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما توفّي حصل اضطراب


(١) «فتح الباري» ٧/ ١٦٤.
(٢) المصدر السابق ٨/ ١٢٩.
(٣) قال السفاريني في «لوامع الأنوار» ٢/ ٣١٢: أخرجه الحاكم بإسناد جيد.

<<  <   >  >>