للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرج من حديث ابن عباس، أن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله! قد شِبتَ؟، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «شيبتني (هود) و (الواقعة) و (المرسلات) و (عم يتساءلون) و (إذا الشمس كورت)» (١).

فهذه الأحاديث الصحيحة تدل على الأسباب التي لأجلها شاب شعر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي اشتمال السور المذكورة على ذكر أهوال يوم القيامة وأحوال السعداء والأشقياء والأمر بالاستقامة وغير ذلك مما يوجب استيلاء سلطان الخوف، لا سيما خوفه -صلى الله عليه وسلم- على أمته وعظيم شفقته عليهم ورأفته بهم.

* الوجه الثامن: ذهب جمع من العلماء إلى أن صبغ الشيب وتغيير لونه سنة، سواء للرجال أو النساء، لما ثبت من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم» (٢).

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم، فقال: «يا معشر الأنصار حمروا أو صفروا وخالفوا أهل الكتاب» (٣).

وذهب بعض أهل العلم إلى أن الصبغ مباح وليس بسنة، بدليل أن الصحابة كان بعضهم يصبغ كأبي بكر وعمر، وكان بعضهم لا يصبغ كعلي بن أبي طالب وأبيّ بن كعب وسَلَمَة بن الأكوع وأنس وغيرهم.


(١) «الشمائل» (٤١)، وصححه الألباني في «مختصر الشمائل»، وقال البوصيري في «الإتحاف» (٢/ ١٧١): «رواه أبو يعلى والترمذي في الشمائل ورواته ثقات».
(٢) «صحيح البخاري» (٣٤٦٢)، «صحيح مسلم» (٢١٠٣).
(٣) رواه أحمد في «المسند» (٢٢٢٨٣)، وحسن إسناده الحافظ في «الفتح» ١٠/ ٣٥٤.

<<  <   >  >>