شمائل النبي -صلى الله عليه وسلم- التي هي عنوان كتاب الترمذي رحمه الله؛ فأقول: معنى كلمة الشمائل: الطباع والخصال والأخلاق والخلال والصفات والسجايا. وعندما يقال شمائل النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا يعني: خصاله الكريمة، وطباعه النبيلة، وأخلاقه العالية، وصفاته الطاهرة، وسجاياه الباهرة .. كجوده -صلى الله عليه وسلم- وحلمه، وأناته وصبره، وتواضعه وشجاعته ..
على أن الترمذي رحمه الله لم يقتصر في هذا الكتاب على موضوع الشمائل فحسب، بل وسّع دائرة بحثه فأضاف أبواباً تحدث فيها عن أمور أخرى، تخص النبي -صلى الله عليه وسلم-، فتحدث عن صفاته الخَلْقية البدنية الظاهرة، وطلعته البهية، ومحياه الوضاء.
وتحدث عن عبادته، وعن صفة صيامه وقيامه وقراءته للقرآن ونحو ذلك.
وتحدث عن كثير من أمتعته وحاجياته الخاصة، كخفّه ونعله، وإزاره وردائه، وخاتمه وعمامته، وسيفه ودِرْعه، ومِغفره وقَدَحه.
وتحدث عن طعامه وشرابه، وخبزه وإدامه، وفاكهته، وغير ذلك مما اشتمل عليه هذا الكتاب الشريف.
ثم ختم الكتاب بأبواب في أسمائه الشريفة -صلى الله عليه وسلم-، وسِنّه عند وفاته، وحادثة وفاته، وميراثه، ورؤيته في المنام.
وما من شك أن دراسة هذه الأبواب وتفهمها على الوجه الصحيح مما يزيد المسلم معرفة بنبيه -صلى الله عليه وسلم- ومحبة له، وتعلقاً به وتصديقاً برسالته.
أضف أن هذه الأبواب مشتملة على كثير من المسائل الفقهية، والآداب