للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

(كساء): هو الرداء الذي يستر أعلى البدن ضد الإزار.

(ملبداً): مرقعاً.

(غليظاً): خشناً.

* الوجه الرابع: قال العلامة الباجوري: «كانت عائشة -رضي الله عنها- حفظت هذا الكساء والإزار اللذين قبض فيهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأجل التبرك بهما، وقد كان عندها أيضاً جبة طيالسية كان -صلى الله عليه وسلم- يلبسهما، فلما ماتت عائشة أخذتها أختها أسماء، فكانت عندها تستشفى بها المرضى، كما أخبرت بذلك أسماء في حديثها في مسلم» (١)، انتهى كلامه.

قلت: وفي هذا تبرك الصحابة -رضي الله عنهم- بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم- الثابتة عنه، كالتبرك بريقه -صلى الله عليه وسلم- وشعره وعرقه، وهو من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- التي لا يقاس عليه فيها غيره، بمعنى أنه لا يجوز التبرك بآثار غيره من الأولياء والصالحين على القول الصحيح كما قرره الإمام الشاطبي (٢) وغيره.

* الوجه الخامس: دل الحديث على تواضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في لباسه بالرغم من إقبال الدنيا عليه بحذافيرها في آخر عمره، وربما لبس -صلى الله عليه وسلم- هذا الكساء موافقة لا عن قصد، فقد كان عليه الصلاة والسلام يلبس ما وجد.

وأما تعمد ترقيع الثياب الجديدة كما يفعل بعض المتصوفة فهذا من الجهل بالسنة ومن تلبيس الشيطان عليهم، قال العلامة ابن الجوزي رحمه


(١) حاشية الباجوري على «الشمائل» ص ٢٢٨، وينظر «صحيح مسلم» حديث (٢٠٦٩).
(٢) ينظر «الاعتصام» للشاطبي ١/ ٤٨٢.

<<  <   >  >>