للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس من الدنيا، فقال: «لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يظل اليوم يلتوى، ما يجد دقلاً يملأ به بطنه».

* الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

(الدَقَل): بفتح الدال والقاف، ردئ التمر ويابسه.

* الوجه الرابع: أراد النعمان بن بشير بهذا الحديث تذكير من حوله من الناس بمنّة الله ونعمته عليهم، حيث يُسر لهم مختلف أنواع الأطعمة والأشربة في حين كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ضيق من العيش، ولا يجد من رديء الطعام ما يسد به جوعه، مع أنه أكرم الخلق على الله تعالى.

* الوجه الخامس: دل الحديث على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الزهد، وضيق العيش، والإعراض عن الدنيا، وقلة الطعام إلا ما يسد به الرَّمَق.

وقد صح في السُّنة والسيرة أحاديث كثيرة في هذا المعنى، كحديث عروة ابن الزبير، عن خالته عائشة -رضي الله عنها- قالت: «إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نار، فقلت يا خالة: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء» (١).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «ما شبع آل محمد -صلى الله عليه وسلم- من طعام ثلاثة أيام حتى قبض». (٢)

وعن ابن عباس قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبيت الليالي المتتابعة طاوياً


(١) «صحيح البخاري» (٢٥٦٧)، «صحيح مسلم» (٢٩٧٢).
(٢) «صحيح البخاري» (٥٣٧٤)، «صحيح مسلم» (٢٩٧٦)، واللفظ للبخاري.

<<  <   >  >>